تصحُّ الصَّلاة خلفَ الفاسقِ، وإن كانت غيرَ مرغوبٍ فيها
تصحُّ الصَّلاة خلفَ الفاسقِ على الصَّحيح [1]، ولا ريب أنَّ الصَّلاة خلفَ العدل أفضلُ مِن الصَّلاة خلفَ الفاسقِ، لكن الشَّأن في الصّحة، والصَّلاة خلف الفاسق تصحّ وإن كانت غير مرغوب فيها، لكنَّها صحيحة، فالصَّلاة خلف المُدخّن أو الحليق أو مَن يُعَلم أنَّه يشرب خمرًا، فما دامت صلاتُه لنفسه صحيحة، فإنَّها تصحُّ لغيره.
ويُستدلّ لهذا: بما كان عليه الصَّحابة، أنَّهم كانوا يصلّون خلف الأمراء . [2]
وفي المذهب: لا تصحُّ الصَّلاة خلف الفاسق [3]، ولم يذكروا لهذا دليلاً إلّا حديثًا ضعيفًا: (ألّا لا تَؤمَّنَّ امرأةٌ رجلًا، ولا يَؤمَّ أعرابيٌّ مُهَاجرًا، ولا يَؤمّ فاجرٌ مؤمنًا، إلا أنْ يَقْهَرَهُ سلطانٌ، يخافُ سيفَهُ وسوطَهُ) [4] والحديثُ عند ابن ماجه، وهو ضعيفٌ، وقال عنه الحافظ ابن حجر: "إسناده واهٍ" [5]
وهذا كلّه في صحّة الصَّلاة، لكن في التّقديم: لا يُقدَّم الفاسق، والأظهرُ حتى ولو كان أقرأ، فإنَّه لا يُقدَّم، لابدَّ أن يكون الأقرأ صالحًا وعدلاً، أمَّا إذا كان فاسقًا فإنَّ ذلك يُنزله عن درجة العدل .[6]